تقسيم الورث في السعودية

دليلك لمعرفة إجراءات تقسيم الورث في السعودية وأحكام الميراث الشرعية

في إحدى القضايا بمدينة جدة، توفي رجل تاركًا عقارًا وأرصدة بنكية وعدة ورثة، لكن غياب أحد الأبناء خارج المملكة وعدم وضوح ملكية بعض الأصول أخّر تقسيم الميراث لأشهر.

وسنتحدث وفي مقالنا هذا عن تقسيم الورث في السعودية وفق الإجراءات النظامية، كما نص عليه نظام الأحوال الشخصية السعودية،الذي كان السبيل لتجاوز هذه العقبات وضمان وصول الحقوق إلى أصحابها.

للحصول على مساعدة قانونية في قضايا الميراث، يمكن التواصل عبر واتساب أسفل الصفحة.

تقسيم الورث في السعودية

تقسيم الورث في السعودية يخضع لأحكام الشريعة الإسلامية كما نص عليها نظام الأحوال الشخصية السعودي.

حيث يتم توزيع التركة على الورثة المستحقين بعد وفاة المورث، وفق أنصبة محددة شرعًا لكل فئة من الورثة مثل الزوج أو الزوجة، الأبناء، الوالدين، وغيرهم.

يعتمد النظام على مبدأ الميراث بالفرض أو بالتعصيب أو بهما معًا، ويحدد الحالات التي قد يُحجب فيها أحد الورثة أو تُمنع مشاركته، مثل وجود مانع شرعي كقتل المورث عمدًا.

كما ينظم أحكام ميراث أصحاب الفروض، والعصبات، وذوي الأرحام، وميراث المفقود والحمل، ويضمن ترتيب الحقوق المتعلقة بالتركة بما يحفظ حقوق جميع الأطراف ويمنع النزاعات.

خطوات تقسيم الميراث في السعودية

في السعودية، يتم تقسيم الميراث وفق نظام الأحوال الشخصية، في إطار خطوات قانونية تضمن حفظ الحقوق وتنظيم توزيع التركة على المستحقين. وتشمل العملية:

  • إثبات الوفاة وحصر الورثة باستخراج صك حصر ورثة من المحكمة المختصة (المادة 199).
  • حصر التركة بجميع الأموال المنقولة وغير المنقولة، إضافة إلى الديون والحقوق (المادة 197).
  • ترتيب الحقوق على التركة بدءًا من تجهيز الميت، وسداد الديون، وتنفيذ الوصايا، ثم تقسيم الباقي (المادة 198).
  • حساب الأنصبة الشرعية لكل وارث وفق المواد (209-220)، مثل نصيب الزوجة: الربع إذا لم يوجد فرع وارث، والثمن إذا وُجد (المادة 210).
  • تصفية التركة عبر القسمة العينية أو البيع القضائي عند تعذر القسمة، مثل اجراءات تنازل الورثة في السعودية وإجراءات بيع بيت الورثة أو رفع قضية بيع بيت الورثة.

وباتباع هذه المراحل المقررة نظامًا، تتحقق العدالة في توزيع الميراث وتُحفظ الروابط الأسرية من النزاعات التي قد تنشأ بسبب التركة.

المستندات المطلوبة لإثبات الورثة

لإتمام إجراءات تقسيم الميراث في السعودية، يشترط النظام توفر مجموعة من المستندات التي تثبت صفة الورثة وتحدد عناصر التركة بدقة، وتشمل:

  • شهادة الوفاة الأصلية لإثبات وفاة المورث رسميًا.
  • بطاقة الهوية أو سجل الأسرة لكل وارث لإثبات صلته بالمورث.
  • صكوك الملكية أو مستندات الأصول المتعلقة بالعقارات أو الأموال.
  • صك حصر ورثة صادر من المحكمة المختصة يحدد أسماء الورثة ونصيب كل منهم.
  • أي وصايا موثقة أو اتفاقات تخارج بين الورثة، وفق ما نصت عليه المواد (243-245) من النظام.

وبتوفر هذه المستندات، يصبح من الممكن مباشرة إجراءات الحصر والتوزيع بكل وضوح وسلاسة، مما يضمن حفظ الحقوق وسرعة إنهاء المعاملات.

عقبات شائعة في تقسيم الميراث وكيفية حلها

رغم وضوح الإجراءات النظامية لتقسيم الميراث في السعودية، إلا أن بعض العقبات قد تعرقل سير العملية وتؤخر حصول الورثة على حقوقهم، ومن أبرز هذه العقبات:

  • غياب أحد الورثة بسبب السفر أو عدم معرفة عنوانه، ويُحل الأمر عبر الإنابة القضائية أو التبليغ من خلال المحكمة.
  • النزاع على التقييم أو الحصص نتيجة اختلاف الآراء حول قيمة الأصول، ويُعالج ذلك بالاستعانة بخبير عقاري أو محاسبي معتمد.
  • حرمان الورثة من الميراث عبر حجب الأنصبة أو إخفاء بعض الأصول، والحل هو تقديم دعوى الإفصاح عن التركة أمام المحكمة المختصة.
  • رفض بيع عقار مشترك لعدم اتفاق الورثة، ويُعالج برفع دعوى بيع بيت الورثة والحصول على حكم بالبيع وتوزيع الثمن.

ومع اتباع الحلول النظامية، يمكن تجاوز هذه التحديات وضمان تقسيم الميراث بعدالة وسرعة، بما يحفظ الحقوق ويجنب الخلافات الطويلة.

أهمية الاستعانة بمحامي قضايا ميراث

في قضايا الميراث، تلعب الخبرة القانونية دورًا محوريًا في ضمان سير الإجراءات بسلاسة وحماية حقوق جميع الأطراف، مما يجعل الاستعانة بمحامي مختص في قضايا الميراث خطوة ضرورية، وذلك لما يقدمه من مزايا، أبرزها:

  • تفسير دقيق للنصوص الشرعية والنظامية لضمان تطبيق الأحكام بشكل صحيح.
  • تسريع الإجراءات أمام المحاكم سواء إجراءات التقسيم أو إجراءات تنازل الورثة من خلال معرفة المسارات القانونية وتجنب الأخطاء الإجرائية.
  • حماية الحقوق ومنع التلاعب أو الإخفاء خاصة في حالات النزاع أو وجود أصول غير معلنة.
  • تمثيل الورثة في الدعاوى المتعلقة بالبيع أو القسمة أو التخارج بما يحقق مصالحهم ويحفظ العلاقات الأسرية.
  • تقديم استشارات قانونية حول كل ما يخص الميراث وطريقة قسمة العقار بين الورثة.

وبالاستعانة بمحامٍ متمرس، يصبح تقسيم الميراث أكثر وضوحًا وأقل عرضة للتأخير أو النزاع، مع ضمان تنفيذ الإجراءات وفق النظام.

الأسئلة الشائعة حول تقسيم الورث في السعودية

لا يحدد نظام الأحوال الشخصية السعودي مدة ثابتة لإنهاء قضايا الميراث، إذ تعتمد المدة على عوامل مثل اكتمال المستندات، وعدد الورثة، ووجود نزاعات أو غياب بعضهم، لكن غالبًا تتراوح من عدة أشهر إلى أكثر من سنة بحسب سير الإجراءات أمام المحكمة.
يتم تقسيم العقارات بين الورثة في السعودية وفق ماورد في 197-198، 209-220 من نظام الأحوال الشخصية، يتم تقسيم العقار بالقسمة العينية إذا أمكن ذلك دون إضرار بحصة أي وارث، أما إذا تعذر التقسيم العيني، فيُباع العقار قضائيًا وتوزع قيمته على الورثة بحسب أنصبتهم الشرعية.

وفي ختام مقالنا الذي حمل اسم تقسيم الورث في السعودية، تناولنا خطوات تقسيم الميراث وفق نظام الأحوال الشخصية، من إثبات الوفاة وحصر الورثة، مرورًا بحصر التركة وترتيب الحقوق، وصولًا إلى تحديد الأنصبة الشرعية وتصفية التركة، كما استعرضنا المستندات المطلوبة وأبرز العقبات والحلول الممكنة.

للاطلاع على المزيد أو للحصول على استشارة نظامية متخصصة، يمكن مراجعة شركة محاماة في جدة وطرح استفسارك مباشرة عبر صفحة اتصل بنا.

مواضيع ذات صلة: تفاصيل حول ايجار عقار الورثة قبل التوزيع في السعودية، والوقف العقاري على الورثة في السعودية


المصادر:

نظام الأحوال الشخصية.

لديك استشارة قانونية؟
تواصل مع محامي